القائمة الرئيسية

الصفحات

بعض السنن المهجورة عن النبي صلى الله عليه وسلم

 



بعض السنن المهجورة عن النبي صلى الله عليه وسلم

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة في جميع جوانب الحياة، وكان يحرص على تعليم أمته السُّنن التي تساهم في تحسين حياتهم الروحية والدنيوية. لكن مع مرور الوقت، هُجرت بعض من هذه السُّنن من قبل المسلمين، رغم أنها تمثل جزءًا مهمًا من ديننا. في هذا المقال، سنتناول بعضًا من السنن المهجورة التي كان يداوم عليها النبي صلى الله عليه وسلم، والتي يمكن للمسلم أن يعيد العمل بها ليحظى بالأجر والثواب.

1. الجلوس في المسجد بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس

كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس في المسجد بعد صلاة الفجر ويذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم يصلي ركعتين. في الحديث الصحيح عن عبد الله بن مسعود قال: "من صلى الفجر في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة". (صحيح الترمذي).

هذه السنة قد هجرها الكثير من المسلمين في عصرنا الحالي، رغم أنها سنة عظيمة تفتح للمسلم باب الأجر والثواب الكبير.

2. الدعاء بعد الوضوء

كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على الدعاء بعد الوضوء، فقد ثبت في الحديث عن عمر بن الخطاب قال: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من توضأ فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء". (صحيح مسلم).

إلا أن الكثير من المسلمين لا يهتمون بهذا الدعاء بعد الوضوء، رغم فضله العظيم، والذي يفتح للمسلم أبواب الجنة.

3. التسمية عند دخول المنزل

كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بذكر الله عند دخول المنزل، فقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء". (صحيح مسلم).

ولكن نجد اليوم أن الكثير من الناس لا يذكرون الله عند دخول منازلهم، مما يتيح للشيطان أن يدخل معهم ويشاركهم حياتهم اليومية.

4. الاستغفار عقب الصلاة

كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الاستغفار بعد أداء الصلاة، فقد ثبت في الحديث الصحيح عن عبد الله بن مسعود قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم من صلاته قال: "اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام". وكان يذكر الاستغفار ثلاثًا بعد الصلاة.

هذه سنة مهجورة عند كثير من المسلمين، في حين أن الاستغفار بعد الصلاة هو من أسباب مغفرة الذنوب وزيادة الأجر.

5. الوضوء عند النوم

كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ قبل النوم، فقد ثبت في الحديث عن علي بن أبي طالب قال: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام توضأ وضوءه للصلاة". (صحيح البخاري).

هذه السنة أيضًا هجرها كثير من الناس، رغم أنها تساهم في طمأنينة النفس وتؤدي إلى راحة في النوم، بالإضافة إلى أنها سنة نبويّة يُكسب صاحبها الأجر.

6. الاهتمام بالأسواق ودعاء دخولها

كان النبي صلى الله عليه وسلم يهتم بذكر الله عند دخول الأسواق، فقد ثبت في الحديث عن جابر بن عبد الله قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل السوق قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير". (صحيح مسلم).

ورغم أهمية هذا الدعاء في حياتنا اليومية، إلا أنه قد أصبح مهجورًا لدى الكثير من الناس.

7. القيام للضيف

كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على إكرام الضيف، وقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه". (صحيح البخاري).

لكن في هذا العصر، قد نجد أن بعض الناس لا يهتمون بإكرام الضيف كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، رغم أن ذلك يعكس احترامًا للآخرين وحسن ضيافة.

8. التهجد في الليل

كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليل ويصلي لله سبحانه وتعالى، سواء كان في صلاة التهجد أو في قيام الليل. وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل". (صحيح مسلم).

لكن مع الأسف، قلّما نجد الناس يداومون على صلاة التهجد والقيام بالليل كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، رغم ما في ذلك من الأجر والبركة.

الخاتمة

إن السنن المهجورة التي كان يداوم عليها النبي صلى الله عليه وسلم، تحمل في طياتها فوائد عظيمة وأجرًا كبيرًا. على المسلم أن يعود إلى هذه السنن ويعمل بها، ليس فقط للاقتراب من النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن أيضًا للحصول على السعادة والبركة في حياته اليومية.


وأخيرا لاتنسى الصلاة والسلام على رسول الله.

تعليقات